الحب الصادق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لتعش في الدنيا ولك هدف..بدايته النجاح... ونهايته الجنة


    بصرتي الحبيبة

    محبة الرسول
    محبة الرسول
    Admin


    المساهمات : 179
    تاريخ التسجيل : 30/10/2012

    بصرتي الحبيبة Empty بصرتي الحبيبة

    مُساهمة  محبة الرسول الخميس نوفمبر 01, 2012 3:28 pm


    مدينة بحجم الروح . . .





    تعتمر في قلبك البهجة ، ويتنامى في صدرك هذا الحب المجبول بالصدق للمدينة

    التي أطعمتك من عذوق نخيلها رطباً وحليب نهارات لا تنتهي عند حد اليوم

    بل تتسارع نبضات القلب لتمضي نحو عتبات الروح ،،

    البصرة عالم واسع من ثقافة وفن وطيبة وحب ، عالم تكبر خطوط دوائره وهي تحتضن

    عصافير بحجم اليد ... هنا تربينا على ان الوطن وسع العيون وجبلنا على هذا الحب الأزلي

    ونحن نتشمم عبق حدائقه الغناء بنشوة البساتين التي تحتضن سوابيط العنب في أبي الخصيب

    وإنسياب الزوارق وهي تحف بالأنهر الضيقة في التنومة والقرنة والمدينة وكُل مدن الجنوب التي

    تعشق الماء .. حلم ورغبة وفرح في قلوب أبناء هذه المدينة الذين جبلوا بالطيبة والمحبة

    توارثوها من رحيق الحدائق وبهجة المراكب ، هي محطتنا الأبدية نحو فضاءات المُدن الأخرى

    على مدى سنوات العمر ينتقل الإنسان من مكان إلى أخر ،، مُجتازاً العديد

    من الأمكنة لكن حنينه لنكهة أول مكان نشأ فيه يظل راسخاً في ذاكرته وعبقه

    يتسلل بين الحين والآخر إلى لحظات شوقه الأولى

    للبصرة عبق أخر .. مدينة غفت على النهر تحتشد فيها قامات النخل ،،

    كان حلمنا أن نسمع أصوات صفارات البواخر وهي تمخر عباب موجات

    الشط المُزدهي بنوارس تتخاطف على مراياه ..

    الحنين للحظة الولادة والبيت الأول وأسماء الأصدقاء وحتى

    دكاكينها الصغيرة ..

    في المدينة التي أحببت صور شتى وبراعم طرية وأحاديث بريئة

    وهي تتناوب مثل رقصة الأغصان وهي تترك ظلالها على موجة

    تتناوب للوصول إلى مسافات يتلاشى بُعدها

    أنها البصرة ... ملاذنا بهجتنا وحلمنا الأبدي

    مهما تنقلنا بين مُدن ومحطات هناك خيط يسري بمشيمة

    عشقنا للماء والحياة الذي لن يتوانى لحظة أن يمدنا بهذه

    النكهة الخاصة لنعانق الضوء ونتذكر قصيدة ( أبو تمام)


    نقل فؤادك حيث شئت من الهوى


    مالحب إلا للحبيب الأول


    كم منزل في الأرض يألفهُ الفتى

    وحنينه أبداً لأول منزل


    نعم هي منزل كبير بحجم الروح نستنشق طليق الهواء من نوافذه


    ونستظل تحت أفياء نخيله هي البصرة بهجتنا حيث تمر السنوات

    والصور الجميلة في العقل وتختلج كإرتعاشة الضوء الحالم ،،

    هُنا دُعاء أمي وهي تفتح بابنا للشمـس ...

    .

    .

    .

    .

    .

    .

    نافذة من نور ،

    بحق عشقي الأبدي ،،

    وأمي الحنون

    بصرتي الحبيبة
    راقت لسمائي فجئتكم بها ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:39 pm